الصفحة الرئيسية › أخبار عالميّة

أخبار عالميّة طبيب تفخر به كل فلسطين: تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة مدير المستشفى الإندونيسي قبل استشهاده في قصف صـ.هـ.يوني

استشهد مدير المستشفى الإندونيسي في قطاع غزة، الدكتور مروان السلطان، إلى جانب عدد من أفراد عائلته، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت شقة سكنية في منطقة تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، وفق ما أعلنت وزارة الصحة والدفاع المدني في القطاع يوم الأربعاء.

وكان الطبيب السلطان قد نزح من بلدة جباليا إلى “منطقة 17” استجابة لأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، غير أن الطائرات الحربية من طراز F-16 استهدفت منزله صباح الأربعاء، ما أدى إلى استشهاده وزوجته ذكرى السلطان، وابنته لميس، وشقيقته آمنة، وزوج الأخيرة الأسير المحرر محمد عماد السلطان.

 

وقالت وزارة الصحة في بيان: “ببالغ الحزن والأسى ننعي شهيد الواجب الإنساني والطبي الدكتور مروان السلطان، الذي ارتقى شهيداً برفقة زوجته وعدد من أطفاله، إثر استهداف الاحتلال لمنزله بمدينة غزة”. وأضافت أن “كل جريمة ترتكب بحق الطواقم الطبية والإنسانية تؤكد المنهجية الدموية والإصرار المسبق على الاستهداف المباشر والمتعمد لها”.

وقال قريب للعائلة يدعى أحمد السلطان: “سمعت الانفجار وصعدت إلى الشقة فوجدتهم جميعاً شهداء”.

ووصف مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية، المشهد قائلا: “وصل الشهيد الدكتور مروان السلطان إلى المستشفى مع زوجته وعدد من أفراد عائلته، لا ملامح لوجهه، بالكاد استطعنا التعرف إليه”.

 

وكان الدكتور السلطان قد تعرض للاحتجاز أكثر من مرة داخل المستشفى الإندونيسي، الذي حاصره الجيش الإسرائيلي مراراً خلال الحرب، قبل أن يخرج عن الخدمة في مايو/أيار الماضي نتيجة استهدافه وتدمير مولداته وتضرر أقسامه، ما أجبر الطواقم الطبية على إخلائه قسراً من المرضى.

حزن وغضب

شارك العشرات في تشييع جثمان الطبيب، وسادت أجواء من الحزن العميق، وارتفعت أصوات المشيعين بالتكبير والدعاء إلى الله أن يتقبله ومن معه من الشهداء، وسط بكاء ذويه وزملائه.

وتقدّم الصلاة على الجنازة مدير عام وزارة الصحة في غزة، الدكتور منير البرش، بحضور عدد من العاملين في القطاع الصحي، وأقارب الطبيب الراحل الذي عُرف بصموده في المستشفى الإندونيسي الذي تعرض مرارا للقصف والحصار الإسرائيلي.

وفي وداع مؤثر، روت إحدى بناته تفاصيل اللحظات الأخيرة، قائلة إن صاروخا أصاب غرفة والدها بشكل مباشر، ليفارق الحياة إلى جانب أفراد العائلة. وأضافت: “والدي ظل مرابطا في المستشفى الإندونيسي حتى اللحظة الأخيرة، يتابع شؤون المرضى والجرحى، قبل أن تطاله يد القصف وتنهي مسيرته الإنسانية”.

ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتلت إسرائيل 1580 من أفراد الطواقم الطبية في قطاع غزة، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين تجاوز 191 ألفاً بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين.

 القدس العربي